الأحد، 23 فبراير 2014

تشريد أكثر من 160 عائلة بتطوان



السبت 22-02-2014 04:05 مساء 
عبد اللطيف داود - تطوان

نزلت مذكرة إخبارية للجماعة الحضرية لتطوان، كالصاعقة المدمرة على نفوس عمالها الموسميين " الإنعاش"، مفادها توقيفهم عن العمل بجميع الأقسام والمصالح التابعة لها ،إبتداء من 30 نونبر 2013 ، مؤكدة على أن الجماعة لا تتحمل مسؤولية عمل أي شخص بعد هذا التاريخ .

ولم يتمالك أغلب العمال أنفسهم عند تأكدهم من القرار المشؤوم ، لتذرف نساء وشابات دموع الحسرة والألم مبللة جسمهن النحيل أصلا، جراء عملهن وإشتغالهن بمواد تنظيف كيميائية وماء "جافيل "، وزملائهن الرجال منهم من بكى " رغم  أن دموع الرجال غالية " تأسفوا على وضعيتهم المزرية منها الاقتصادية والاجتماعية ،وشتمهم الفقر الذي أوصلهم الى الذل والمهانة ، مقابل تعويضات هزيلة حوالي 1100 درهم تقتطع منها 70 درهم تخصص للتقاعد ، الا انه لا يحصلون على التقاعد ، منهم تجاوز الستين سنة واقترب من السبعين، فلا تقاعد ولا هم يحزنون .

" مات زوجي وانا أرملة ولي أبناء صغار "  " هرمت في مصالح البلدية واشتغلت بعد المسيرة الخضراء بسنة " "مات أبي وامي مريضة وانا لا اجد ما أقتات به " " أمد يدي للمحسنين كون عائلتي فقيرة ونصف افرادها مرضاء " غيض من فيض، نماذج من كلمات وهمسات تندس كالحنجر في الصدر ، بكاء عويل ، رجاء ، تنهد ، إشارات من عمال وعاملات الجماعة الموسميين " الذين أفنووا زهرة شبابهم ،في تنظيف وصيانة وتنظيم ومسح وكنس وإصلاح و...بكل المصالح والاقسام ،قسم الشؤون التقنية وحماية البيئة ،مصلحة الاشغال ، مصلحة النظام المعلوماتي ، مصلحة التنمية الحضرية ، قسم التعمير والممتلكات ، مصلحة التنشيط الاقتصادي وبالحدائق والمقابر وغيرها .

فمنذ 30 نونبر 2013 ، تم ايقافهم عن العمل بحجة إن الإعتمادات المالية المخصصة لهولاء العمال قد استنفذت ، وان ميزانية الجماعة لم تعد تسمح بتشغيلهم بعد هذا التاريخ ، ليجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها مشردين لا يجد اغلبهم ما يسد به رمقه .

نساء ورجال، منهن أو منهم من بلغن أو بلغوا من الكبر عتيا ، ليس لهن أو لهم الحق في التقاعد رغم الإقتطاعات الشهرية ، مقصيين من حماية إدارية فعالة وتأمين شامل أو تغطية صحية ، تخفف عهن أوعنهم عبئ مصاريف العلاج والدواء ، خاصة وهن يعملن في التجفيف والتنظيف، مما تكون معه إحتمال إصابتهم بأمراض جلدية او بكتيرية خطيرة.

وبعدما غادروا أمكنة عملهم قصرا أو كرها ، أقسموا جهد أيمانهم على أن يجتمعوا كل صباح أمام مقرقصر البلدية القديم، ليعتصموا ويحتجوا على الحيف والظلم الذي لحقهم من طرف الجماعة ، مطالبين في نفس الوقت من السلطلت إيجاد حل عادل وعاجل لمشكلتهم وتشغيلهم ومنحهم التقاعد والرفع من اجورهم .
أسئلة كثيرة وإقتراحات منطقية أثارها العمال المطرودين :
أليس من الأجدرتخصيص نصيب من ميزانية الحفلات والإستقبالات لهؤلاء العمال الموسميين .
أليس من العدالة الإجتماعية والحكامة الجيدة، تقليص نفقات الجماعة فيما يخص سياراتها وشاحناتها وتخصيص ما تبقى الى هؤلاء البسطاء .
أليس من شيم المغاربة الكرم والجود والتضامن .
أليس من الواجب على الجماعة الحضرية لتطوان، التفكير جديا في مصير هؤلاء العمال والعاملات ، بعدما قدموا أوقدمن خدمات جليلة ، يجب ان تكتب وتحفظ في أرشيف الجماعة .
أليست المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى إنطلاقاتها جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، فلسفتها وجوهرها الإهتمام  والإعتناء بالعنصر البشري ، مفتاح وأساس كل تطور ونمو.

0 التعليقات:

إرسال تعليق