الجمعة، 1 أبريل 2016

هنا تطوان


تطوان مدينة توجد شمال المملكة المغربية وتقع على ساحل البحر البيض المتوسط على مرتفعات جبلية بين سلسلة جبال الريف وجبل درسة. مدينة عريقة تتميز بطابعها ومعمارها الاندلسي الذي شارك فيه المهاجرون الوافدون من الاندلس خلال لقرن الخامس عشر، كما ان المدينة اكسب طابعا اوربيا خلال الاستعمار الاسباني للمغرب وهو ما يشهد عليه العديد من البنايات التي لا زالت مرتفعة في المدينة بحيها الاسباني. مدينة تطوان تتميز ايضا بتنوع الثقافات واللغات والاجناس لما سكن بها ومر منها من الاسنان عبر العصور والقرون.
لمدينة تطوان تاريخ عريق يرجع الى قرون ما قبل الميلاد حيث مكنت الحفريات التي وجدت بالمدينة من العثور على اثار مدينة تاريخية يطلق عليها اسم "تمودة" والتي لها تاريخ عريق يرجع الى القرن الثالث قيل الميلاد. تم تدمير مدينة تمودة سنة 40 ميلادية خلال الحرب الامازيغية الرمانية اثناء ثورة ايديمون. بعدما تمكن الرومان من احكام قبضهم على المدينة قاموا بتحصينها بأسوار دفاعية لا زالت اثارها باقية لحد الساعة بمدينة تطوان.
اسم مدينة تطوان يعني عيون باللغة الامازيغية لسكان المدينة الاقدمون. اسم المدينة عرفت العديد من الاسماء والتي تشهد تغييرا فقط في النقط لا في المعنى لاختلاف الاجناس باختلاف لغاتهم وكتاباتهم. فبين من ينطق بتطوان وتطاون وتيطاون وتطاوين وتيطاوين وتطاوان وتيطاوان. اسم قديم للمدينة وجد مكانه بالمراجع التاريخية حول المدينة منذ القرن الحادي عشر الميلادي.
مدينة تطوان لم تكن لها فقط اهمية ثقافية بل كانت لها اهمية اقتصادية كبرى حيث انها كانت صلة وصل بين شبه الجزيرة الايبرية وشمال افريقيا خصوصا خلال فترة الحكم الاسلامي وبعدما استمرت مدينة سبتة من طرف الاسبانيين والبرتغاليين، لتبقى بذلك المنطقة الساحلية المهمة التي تقوم بدور الربط بين الشمال والجنوب بعد احتلال البؤر والمراكز الساحلية الاخرى. صمود المدينة في وجه الاحتلال ساهمت فيه احصنة المدينة المحكمة للحد من الاخطار الخارجية، فمند انشاءها من طرف السلطان المريني أبو يوسف يعقوب سنة 1286 ميلادية. تعرضت المدينة للتدمير من طرف الاسبان خلال القرن الرابع عشر في عهد السلطان المريني ابوثابث الذي استعد لتحرير مدينة سبتة بحروب ضد المستعمر الاسباني لكن الاسبان تغلبوا عليها في معاركة كان اخرها سنة 1399 ميلادية وخربوا المدينة بعد ذلك.
بدا تاريخ المدينة الحديث مع القائد ابو الحسن علي المنظري احد المهاجرين القادمين من الاندلسي، والذين نقلوا البناء الاندلسي للمدينة. ارتبط اسم سيدي المنظري بمدينة تطوان كمؤسس لها وحاكم لها الى ان توفي بالمدينة. عرفت مدينة تطوان بعد ذلك توسعا عمرانيا وحضاريا ببناء العديد من القلاع والاحصنة  والتي مازالت تساير العصور بمدينة تطوان العريقة. المدينة عرفت تطورا عمرانيا اخر خلال فترة الاحتلال الاسباني للمدن الشمالية المغربية واختيارهم لمدينة تطوان عاصمة للمدن المستعمرة.
سجلت مدينة تطوان ضمن قائمة التراث الانساني لليونسكو سنة 1998 لما تحتويه ن امكان تاريخية واثرية قديمة ولتاريخها العريق، والذي خلف معه العديد من الأزقة والمنازل التاريخية والعديد من القاع والاسوار والاحصنة والمساجد، اضافة الى الصناعة التقليدية والحرف اليدوية المنتشرة بالمدينة  القديمة.
مدينة تطوان التي تبعد بحوالي 60 كيلومتر عن مدينة  طنجة يطغى عليها مناخ متوسطي حيث يطغى عليها فصل رطب وممطر اعتبارا من اكتوبر-تشرين الاول وحتى أبريل-نسيان وفصل جاف وحار يبدا من شهر ماي –ايار وحتى شهر شتنبر-ايلول. ارتفاع المدينة عن سطح البحر زاد من وجود رياح شرقية تهب على المدينة خلال فترات متعددة على طول السنة.
تربط مدينة تطوان بمختلف المدن المغربية شبكة طرقية كثيفة وتوجد وسائل نقل متعددة تنقل للمدينة من مختلف النقاط. دينة تطوان تحتوي على مطار سانية الرمل والذي يوفر العديد من خطوط النقل الجوية من والى مدن مغربية اخرى، كما يربط المدينة بالعديد من المدن الاوربية المجاورة. وغير بعدي عن المدينة يوجد بمدينة طنجة مطار ابن بطوطة الدولي والذي يمكن ان يكون نقطة انطلاق لزيارة المدينة. اما بخصوص النقل عبر شبكة السكك الحديدية فمحطة القطار بطنجة توفر حافلة تابعة للنقل السككي تنقل لمدينة تطوان على مدار ساعات اليوم. وتوجد بمدينة تطوان محطة للنقل عبر الحافلات وسيارات الاجرة الكبيرة تربطها العديد من خطوط النقل عبر الحافلات بمختلف المدن المغربية.

السبت، 12 أبريل 2014

الملك يطلق برنامجا ضخماً لتنمية تطوان بـ5.5 ملايير درهم


أشرف الملك محمد السادس، اليوم السبت 2014/04/12 بتطوان، على إطلاق البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية للمدينة (2014- 2018)، والذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 5ر5 مليار درهم.
ويروم البرنامج الجديد، الذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات الملكية الرامية إلى النهوض بالنسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وفق رؤية متناغمة ومتوازنة، بعث دينامية جديدة في القاعدة السوسيو- اقتصادية للمدينة وجهتها، ودعم تموقعها، وتحسين إطار عيش ساكنتها، والحفاظ على منظومتها البيئية.
ويتوخى هذا البرنامج الذي يمتد على خمس سنوات، والمبني على مقاربة تشاركية منهجية تشمل مختلف فعاليات المدينة، جعل تطوان مدينة جذابة مستقطبة للخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال.
وهكذا، فإن هذا البرنامج يبتغي رفع التحديات الحضرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المطروحة على هذا التجمع الحضري بشمال المملكة.
فعلى المستوى الحضري، يروم هذا البرنامج الضخم، بالخصوص، تقوية الطرق والأزقة الداخلية، وتثنية الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان وشفشاون، وتحديث شبكة الإنارة العمومية، وتقوية وتجديد شبكة التطهير السائل و الماء الصالح للشرب و الكهرباء بالجماعة الحضرية لتطوان والجماعات القروية المجاورة، والجماعة الحضرية للمضيق، وإحداث ساحات عمومية وعدد من المنتزهات، فضلا عن مطرح عمومي مراقب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يهم البرنامج استكمال تهيئة المنطقة الصناعية، وإحداث مركب للصناعة التقليدية، وتأهيل أسواق القرب، وإنجاز سوق للسمك بالجملة، وبناء عدد من التجهيزات الجماعية (مجزرة عمومية، سوق للخضر والفواكه بالجملة، سوق للمواشي).
كما يشمل البرنامج الذي يحرص على إيلاء الأهمية لسلامة الساكنة، وضع أسلاك الضغط المرتفع تحت الأرض، وبناء محطة لتحويل الكهرباء، وثكنة للوقاية المدنية.
وارتباطا بالشق الاجتماعي، يتوخى برنامج التنمية الاقتصادية والحضرية للمدينة، تأهيل القطاع الرياضي، وذلك من خلال إحداث المركب الرياضي الكبير لتطوان، وقاعة مغطاة متعددة الرياضات، ومسبح مغطى، ونادي لكرة المضرب، وملعبين رياضيين.
من جهة أخرى، يروم البرنامج النهوض بالقطاع الصحي عبر إحداث مستشفى جهوي، وتأهيل المستشفى الإقليمي "سانية الرمل"، وإحداث مركزين صحيين، علاوة على تعزيز التجهيزات الاجتماعية للقرب.
وفي المجال الثقافي، ستشهد مدينة تطوان في سياق تنفيذ هذا البرنامج الجديد، إعادة تأهيل المسرح الوطني، وإحداث مكتبة وسائطية، ومعهد موسيقي، وتأهيل مسرحين مدرسيين، وتثمين الموروث، سعيا إلى مصالحة المدينة مع ماضيها الثقافي العريق، بينما في المجال الديني، فقد أعطى الملك تعليماته لتعزيز العرض المتعلق بأماكن العبادة (بناء وتأهيل المساجد، ترميم الزوايا).
ويقع قطاع التكوين، أيضا، في صلب هذا البرنامج، بالنظر إلى أنه يشمل بناء مدرسة للهندسة المعمارية، ومعهد عالي للتكنولوجيا التطبيقية، ومدرسة للعلوم التطبيقية، وحي جامعي، والأقسام التحضيرية للمدارس العليا، وتأهيل كلية العلوم.
وفي سياق آخر، تم إيلاء أهمية خاصة للرهانات البيئية الرامية إلى بلوغ الاستدامة. حيث يروم البرنامج تهيئة سهل واد مرتيل الذي يعبر جماعات مرتيل وأزلا وتطوان، لاسيما من خلال تشييد فنادق، وإقامات وفضاءات ترفيهية، وتهيئة ملعب للغولف، وإنجاز مارينا، وتهيئة سهل "ثمودا" والجزيرة المنتزه "طويبلة".
وبهذه المناسبة، ترأس الملك، حفل التوقيع على ثلاث اتفاقيات تتعلق بتنفيذ برنامج التنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018).
هكذا، وبعد كل من مدن طنجة ومراكش وسلا، يأتي الدور على مدينة تطوان لتحظى ببرنامج تنموي مندمج ومتوازن وشامل سيمكنها من الارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى.

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

أفارقة يتاجرون في مادة الكوكايين بأقل الأثمان بحي طابولة بتطوان


عرفت مدينة تطوان في الآونة الأخيرة موجة اجتياح من طرف الأفارقة القادمون من دول جنوب الصحراء منهم من أصبح من الباعة المتجولين ومنهم من يفترش الأرض ويبيع ما تيسر من السلع وغالبيتهم يكسبون قوت يومهم بمد أيديهم للمواطنين بالمقابر والمجمعات السكنية والأسواق وأبواب المساجد والأغلبية الساحقة غايتها الدخول إلى مدينة سبتة السليبة.

لكن الغريب في الأمر أن شرذمة من هؤلاء الأفارقة فضلوا وبتستر دقيق المتاجر في المخدرات القوية وحسب -مصدر جد مطلع للجريدة- فقد تم معاينة حالتين لإفريقيين ظاهرهما التسول وباطنهم المتاجرة  في الكوكايين، وتحديدا بحي طابولة بتطوان و في غفلة تامة من رجال الأمن.

هؤلاء الإفرقيان يبيعان الكوكايين بثمن أقل مما يبيعها غيرهم بالمدينة ولهم زبائن يعدون على رؤوس الأصابع خشية افتضاح أمرهم، حيث يجلبون بضاعتهم من دولهم، لكنهم يتنكرون في جلباب " التسول " في حالة افتضاح أمرهم من طرف الأمن.

الاثنين، 24 فبراير 2014

تحقيق: ‎كيف ينقل تجار مخدرات وصرافون ومهربون أموالهم إلى الخارج ؟


كم تشكل عمليات ضبط الأموال المهربة من مجموع العمليات التي تتم على أرض الواقع؟ لا شك أن النسبة غير معلومة، لكن ضُعف العدد الذي يتم الإعلان عن ضبطه يوحي بأنها نسبة مهمة.
‎ضبط الأموال العابرة للحدود خاصة إلى إسبانيا عن طريق المعابر الحدودية الشمالية هي عمليات تتم، حسب مصادر مطلعة، بشكل شبه يومي، وتختلف معها قيمة ما يتم تهريبه والأشخاص الذين يقومون بهذه العملية، منهم هواة ومحترفون وأيضا عاملون في التهريب المعاشي ممن يتم استغلال فقرهم.
‎لماذا تهرب تلك الأموال؟ وما هي المبالغ الحقيقية لما يهرب من أموال عبر باب سبتة وباب مليلية المحتلتين؟ أسئلة من الصعب الإجابة عنها في الوقت الراهن.
2012و2013 سنتان ذهبيتان لتهريب الأموال من المغرب
‎بين الفينة والأخرى تقود الصدفة عناصر الجمارك المغربية، لاكتشاف أموال مهربة غالبيتها من العملة الأوربية «الأورو». ورغم غياب إحصاءات رسمية إلا أن الكثيرين يعتبرون سنتي 2012 و 2013 سنتين ذهبيتين لتهريب الأموال إلى الخارج. وثيقة رسمية كشفت أن عمليات تهريب الأموال والعملات الصعبة، التي تم إحباطها من قبل المصالح الأمنية والجمركية في مختلف نقط العبور في المملكة خلال سنة 2013، بلغت قيمتها حوالي 4 ملايير سنتيم، بل إن أحد وزراء حكومة ابن كيران صرح بذلك رسميا، إذ بلغت عمليات تهريب الأموال المحبطة خلال السنة المنتهية 192 عملية، قام بها مغاربة وأجانب من جنسيات مختلفة.
‎وإذا كانت مجموعة من المنافذ تعرف تهريب هاته الأموال، فإن الواقع يجعل من معبري بابي سبتة ومليلية المحتلتين ممرين حقيقيين لمبالغ مهمة ورزم من الأموال في الاتجاهين.
‎وتربط الكثير من المصادر تهريب الأموال تلك ببعض الشبكات المنظمة، فغالبا ما تكون عملية التهريب مرتبطة بشبكة أو بأشخاص لهم مصالح معينة، إلا أن جل التحريات والتحقيقات التي تتم مع المعتقلين في هاته القضايا، لا تصل لآخرها فسرعان ما يتم حسم الملف وطيه عبر محاضر صلح، من خلال أداء الغرامات المتوجبة لاستعادة المبالغ الموقوفة وأداء مستحقات الخزينة مع الغرامات الجزافية بطبيعة الحال، فيما عدد قليل منهم يصل لآخر الطريق وتطبق في حقه المساطر المعمول بها.
‎السلطات الإسبانية وحدها تمكنت خلال السنة المنتهية من توقيف عشرات من المغاربة بمعبر باب سبتة المحتلة أو بالجزيرة الخضراء، معهم مبالغ مالية كبيرة لم يتم التصريح بها. لا مشكل كبير لدى السلطات الإسبانية لكنها تطالب فقط بالتصريح بتلك الأموال، في إطار عملياتها المالية الرامية لضبط الأمور فقط.
‎ السلطات المغربية من جهتها لا تعرف الكثير عن عمليات تهريب الأموال إلى الخارج، وليس لها وسائل وإمكانيات لتتبعها ومعرفة طرق تهريبها ولا حتى اتجاهها، فهناك من يقول إن القيمة الإجمالية للأموال المهربة نحو الخارج خلال العقود الأخيرة بلغت قرابة 30 مليار دولار وتوضع أساسا في أبناك سويسرية وأبناك بريطانية علاوة على المشاريع التي يقوم بها مغاربة هناك. ويوضح أحد الباحثين في الهجرة والمال أن جزءا من هذه الأموال مصدره شرعي، ويتجلى هذا في وجود أغنياء يهربون أموالا من تجارتهم إلى الخارج عبر سبتة ومليلية المحتلتين أو شبكات مغربية أوروبية. ويضيف  المصدر ذاته أن هناك طريقة أخرى لتهريب الأموال وتتجلى في التلاعب بالفواتير التجارية عند الاستيراد والتصدير، وهي الطريقة الأكثر استعمالا في الوقت الراهن. كما لا يمكن استبعاد وجود حسابات مصرفية لنافذين في الدولة مصدرها نسب مئوية من الصفقات العمومية التي تتم مع شركات في الخارج.
مافيات منظمة وعروض مغرية
‎تستغل المافيات المنظمة في تهريب الأموال بعض النساء من ممتهنات التهريب المعاشي، لتهريب أموالهم عبر باب سبتة المحتلة أو باب مليلية. وقد شهدت السنتان الأخيرتان توقيف عدد لا بأس به من النساء ممن لا يمتلكن حتى قوت يومهن ومعهن مبالغ مالية لا تقل عن 30 ألف أورو، كن يحاولن تمريرها للجانب الآخر من المعبر بمقابل مادي بسيط، وفق ما صرحن به خلال التحقيق معهن. وتعتمد تلك المافيات على هذا النوع من النساء لإبعاد أي شكوك أو ريبة لدى الجمارك والأمن بالمعبر، خاصة في ظل الزحام الكبير الذي يشهده المعبران في أوقات الذروة، مما يسهل عليهن تمرير الأموال المهربة دونما انتباه، وغالبا ما يكون توقيف إحداهن مرتبطا بالصدفة أو بالإخباريات التي يتوصل بها الجمركيون.
‎مبالغ تراوحت بين 100 ألف أورو وحتى 20 ألف أورو (ألف أورو يساوي تقريبا 11500 درهم مغربية)، وهو ما يبين أن نسب الأموال التي تمر عبر المنافذ البرية كبيرة جدا، بل إنها قد تكون الأكثر استعمالا رغم أن الإحصائيات تضع بعض المطارات في الرتبة الأولى، لكن بعدد العمليات التي تم ضبطها وليس بالمبالغ المهربة، حيث إن المهربين الكبار يستعملون المعبرين الشماليين لتهريب أموالهم. يتعلق الأمر في الغالب ببعض شبكات التهريب أو الاتجار في المخدرات، حيث يقوم هؤلاء بتهريب أموالهم للضفة الأخرى بعد الحصول على ثمن بضاعتهم بالأورو، وهي المبالغ التي يتم تبييضها هناك عن طريق اقتناء شاليهات وإقامة مشاريع مختلفة.
‎بعض العمليات التي كشفت عنها المصالح المختصة بباب سبتة مثلا لم تكشف عن عمليات تهريب انطلاقا من التراب الوطني، بل أظهرت إدخال بعض المبالغ المالية من الأورو للمغرب بطريقة غير قانونية، فهناك عمليات تهريب معكوسة تتم أحيانا من طرف البعض، وتكون مرتبطة أساسا بتجارة المخدرات حسب مصادر أمنية، إذ أن هناك بعض التجار الذين يأخذون ثمن البضاعة بالخارج ويدخلونها للمغرب بتهريبها بتلك الطريقة، وعادة ما يكونون من التجار التقليديين المقيمين ببعض البوادي والمناطق القروية، الذين يرفضون تحويل الأموال بالطرق القانونية المعروفة.
‎كما أن بعض مهربي الأموال المعكوسة قد تكون لهم علاقة ببعض «الصرايفية» كما تقول مصادر مقربة، فهناك بعض الصرافين الذين يشتغلون في السوق السوداء، بدون واجبات وبدون ترخيص يقومون بشراء العملة من الثغر المحتل بثمن منخفض ويقومون بإدخالها للمغرب من أجل الاتجار فيها، خاصة في ظل ارتفاع الطلب عليها وارتفاع سومة الأورو أيضا، مما يدر عليهم أرباحا مهمة ولو بهامش صغير نتيجة تهريبها بتلك الطريقة، وعدم أداء مستحقات الخزينة، كل ذلك يجعل نسبة الربح كبيرة، بل إن هناك من الصرافين الرسميين من ينتهج هذا الأسلوب، ويعرف كيف يتلاعب بالوثائق والفواتير ولا يسقط في شراك المراقبة.
‎مصدر آخر لتلك الأموال المهربة للخارج مصدره بعض أفراد الجالية المغربية بالخارج، وهو أمر يتبين ببعض المناطق التي تكثر بها هاته الجالية، فعدد كبير من محترفي جمع الأورو يتنقلون بين المدن والدواوير خاصة في الفترة الصيفية، ومنهم من يرابط بتلك المعابر ليل نهار لتقديم عروض مغرية للجالية العائدة من الخارج. عروض في الصرف وتجميع الأورو في محاولة منه لكسب أكبر قدر ممكن من هاته العملة الصعبة. فغالبية المهاجرين المغاربة يفضلون الصرف «في النوار» كما ،يقال ،على الأبناك التي تخصم الضرائب.
‎ملايين من الأورو يتم تجميعها في فترات مختلفة من السنة من مهاجرين مغاربة خلال عودتهم، فرغبتهم في الدرهم المغربي خلال مقامهم بالمغرب يجعلهم يبحثون عمن يؤدي أحسن وبالتالي لا يجدون إلا السوق السوداء، التي توفر لهم أحسن العروض، كل تلك “الأوروهات” تجمع وتصبح بدورها في يد الراغبين في تهريب العملة إلى الخارج، دون مشاكل التصريح أو الرسوم التي قد تزيد من رفع ثمن الصرف، ومن ثمة يصبح مجموعة من “الصرافين” العشوائيين أسياد السوق السوداء للعملة ومساعدين لتهريبها لكون الدولة لا تعلم عنها شيئا.
مافيات الهجرة والمخدرات تغير نشاطها إلى تهريب الأموال
‎تحريات مختلفة تمت بالمغرب كما بالجنوب الإسباني حول تهريب الأموال، أظهرت أن الأمر يختلف من شخص لآخر ومن مجموعة لأخرى، وإن كان تهريب المال ليس جديدا بل قديما خاصة في زمن نشاط مافيات تهريب المخدرات، حيث كان تمر عبر معبري باب سبتة ومليلية المحتلتين حقائب وأكياس من الأورو دون مراقبة أو بتواطؤ مع بعض الجهات هناك، وهو مازال مستمرا رغم المراقبة ورغم محاولات الحد من نزيف تهريب الأموال. إذ أن الإغراءات الإسبانية الأخيرة بانخفاض أثمنة العقار هناك وتمكين من يملك عقارا بالديار الإسبانية من وثائق الإقامة، شجع بدوره تهريب جزء من الأموال، فحتى بعض الهاوين وبعض الراغبين في امتلاك عقار أو منزل بالثغر المحتل بدأ يفكر بدوره في كيفية شراء العملة من هؤلاء «الصرايفية» المزورين، وتهريبها بنفسه أو عبر أحد المتخصصين في ذلك.
‎بعض المصادر الإسبانية تشير إلى أن تهريب الأموال غالبا ما يتم من خلال شبكات منظمة، تقوم بعمليات كبرى لتهريب أموال تجار المخدرات أو بعض الأغنياء الكبار الذين يريدون الاستثمار بالخارج أو ضمان مستقبلهم(!). وكان رئيس الشبكة المغربية لحماية المال العام قد أوضح أيضا أن «تهريب الأموال يتم عبر الأرصدة غير المتحقق من هويات أصحابها، أو إلى الشركات الوهمية، أو عبر بيانات كاذبة في أرباح الشركات الكبرى والمتوسطة، بالإضافة إلى الأرباح الناتجة عن اقتصاد الريع».
‎نفس المصادر الإعلامية الإسبانية وحتى بعض المواقع المالية أكدت أن عددا مهما من رجال الأعمال بالشمال هربوا ملايير السنتيمات إلى اسبانيا عبر مليلية خلال سنة 2013، مستغلين التسهيلات الجديدة التي قدمها الإسبان، حيث أصبح تهريب الأموال عبر السيارة و من ثم التصريح بها لدى الجانب الإسباني بمعبر باب مليلية كافيا للحصول على وثيقة رسمية تسمح لصاحب المال باستثماره بشكل قانوني، وشراء عقار بإسبانيا يمنحه فرصة الحصول على وثيقة إقامة. بل إن الإسبان وباستفادتهم من هذه العمليات يغضون الطرف غالبا عن السؤال عن مصدر تلك الأموال، مما شجع عمليات التهريب التي ساهمت بدورها في ضعف السيولة بالسوق المحلي بالناظور خلال الفترة الماضية‪.‬
‎يبقى تهريب الأموال من المغرب المسكوت عنه في كثير من الأحيان، ليس التهريب الصغير لبضع أوروهات يخرج بهم سائحون مغاربة للتبضع أو قضاء العطل بإحدى الدول الأوربية، لكن التهريب الحقيقي هو الذي يمر في حقائب مغلقة من أماكن متعددة تشتغل فيه مافيات منظمة لكن مؤكد بتعاون أو بتواطؤ مع جهات أخرى..
مصطفى العباسي

مباراة في حفظ وتجويد القرآن الكريم بتطوان


تنظم المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بتطوان، بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي، المباراة المحلية في حفظ وترتيل وتجويد القرآن الكريم، وذلك يوم الخميس 24 من أبريل القادم بمسجد الحسن الثاني بتطوان.
وذكر بلاغ للمندوبية أن المباراة تدخل في إطار الاستعداد للمباراة الوطنية لنيل جائزة محمد السادس في حفظ وترتيل وتجويد القرآن، التي ستنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في شهر رمضان المعظم.

هجوم بالرصاص على سيارة لنقل الأموال بطنجة و طائرات الهيليكوبتر تطارد اللصوص


قامت عصابة مسلحة، صباح اليوم الإثنين، بالهجوم على سيارة لتقل الأموال، امام ثانوية عبد الكريم الخطابي بمدينة طنجة.

وحسب المعلومات الأولية، فإن شخصين مجهولين فتحا النار من خلال مسدسين على شخصين كانا مكلفين بنقل الأموال على متن عربة تابعة لإحدى الشركات الخاصة، عندما كانا يستعدان لتفريغ حمولتهما في الوكالة البنكية الكائنة بشارع فيصل بن عبد العزيز بمدينة طنجة.

وأكد مصدر من عين المكان أن اللصوص تمكنوا من الإستلاء على مبلغ مالي مهم، -قدر بأزيد من 600 مليون سنتيم- حيث شوهد اللصوص يحملون خمس أكياس، قبل أن يتمكن اللصوص الأربعة من الفرار على متن سيارة سوداء من نوع "بولو".

و تقوم في هذه الأثناء مجموعة من طائرات الهيليكوبتر، التابعة للسلطات الأمنية بطنجة، بعمليات تمشيطية لتعقب الصوص مسلحين بالأسلحة النارية.

ولوحظت عدة مروحيات تجوب سماء مدينة طنجة، خاصة فوق مقاطعة السواني وطريق الرباط، وهي العملية التي لا تزال مستمرة إلى الآن.